أعطني النَّاي وغنِّ
فالغنا سرُّ الوجود
وأنين النَّاي يبقى
بعد أن يفنى الوجود
هل تَخَذت الغاب مثلي
منزلاً دون القصور
فتتبَّعت السواقي
وتسلَّقت الصخور
هل تحمَّمت بعطر
وتنشَّفت بنور
وشربت الفجر خمراً
في كؤوس من أثير
أعطني النَّاي وغنِّ
فالغنا سرُّ الخلود
وأنين النَّاي يبقى
بعد أن يفنى الوجود
هل جلست العصر مثلي
بين جفنات العنب
والعناقيد تدلَّت
كَثُريّّات الذَّهب
هل فرشت العشب ليلاً
وتلحَّفت الفضا
زاهداً فيما سيأتي
ناسياً ما قد مضى
أعطني النَّاي وغنِّ
فالغنا عدل القلوب
وأنين النَّاي يبقى
بعد أن تفنى الذنوب
أعطني النَّاي وغنِّ
وانْسَ داءً ودواء
إنَّما النَّاس سطور
كُتبت لكن بماء